من المعروف تاريخيا أن شجرة الزيتون نشأت في محيط البحر الأبيض المتوسط وقد أظهرت حفريات في منطقة الشرق الأوسط وجود اوراق زيتون متحجرة مما يثبت أن شجرة الزيتون ولدت قبل أكثر من ستين ألف سنة. كما وجدت في شمالي سوريا ألواح فخارية نحتت عليها كتابات تعود للقرن الثالث قبل المسيح تتعلق بزراعة الزيتون.
وفي أثينا توجد شجرة زيتون أطلق عليها اسم «زيتونة أفلاطون» موجودة من حوالى 25 قرناً يبلغ قطر جذعها أكثر من 6 أمتار، وقد نقلت مؤخرا الى متحف جامعة الزراعة لحمايتها من التعديات.
أما في بشعله فيوجد «زيتون نوح» وهي مجموعة مؤلفة من عدة شجرات قائمة على جانبي الطريق الرئيسي عند مدخل بشعله الجنوبي على ارتفاع 1250 مترا عن سطح البحر يقال إن عمرها يفوق الستة آلاف سنة تتميز بجذوعها الضخمة اذ يبلغ أسفل إحدها حوالى ثلاثين مترا لدرجة أنها استعملت لحماية الماشية في فصل الشتاء. ومع أنها اصبحت مجوفة لا تزال تعطي الثمر بشكل طبيعي.
والملفت للنظر أنّ هذه الشجرات التاريخية مزروعة بشكل هندسي وعلى مسافات متساوية كما يزرع الزيتون عادة مما يدل على أنها مزروعة بيد إنسان بطريقة علمية ما زالت قائمة حتى اليوم وليست أشجارا برية نبتت بصورة عشوائية، لذلك تعتبر ظاهرة تستحق الدرس من قبل علماء الزراعة والبيئة.
ويروي ابناء البلدة أنه قبل ردم «قرقارة» الزيتونات كان قطر الشجرة بين 5 و6 أمتار وهذا ما سيصار الى اعادة اظهاره ، الأهالي منذ طلوعهم الى الحياة يتذكرون الزيتونات بهذا الشكل، وشهدت زيارات عدة لخبراء ايطاليين وفوجئوا للمشهد وقدروا عمر الشجرات بأكثر من 4000 سنة.
هذه الشجرات الثماني التاريخية تحمل ذكريات واسعة لأبناء البلدة خصوصا المتقدمين بالسن: «كنا صغارا نلعب داخل قرقارة الزيتونات ونختبئ فيها، واليوم اختفى قسم من الجذع الاساسي بسبب التراب الذي وضع على جذعها عن قناعة بأن ذلك يحميها ويحافظ عليها.